ولأن الآية مدنية نزلت بعد نزول الفرائض الخمس في العهد المكي كما بيناه في آية قرآن الفجر ، فصلواتها تعني الخمس بما فيها الجمعة بديلة الظهر يومها ، فما هي الوسطى بينها؟.
فهل أجمل عنها على فرضها الأحرى تأكيدا للمحافظة على الخمس وهي بينها؟ وهذه حيلة في التكليف ليس الله تعالى بشأنه بحاجة إليها ، كما التكليف بالمجهول تكليف جهول سبحانه وتعالى عن مثله! ، وخفاء ليلة القدر بين ليال ليس فيه تكليف بالمجهول ، أو المقصود هو كل الصلوات الخمس لأن كلّا وسطى إذا لم تبين لها أولى وأخرى حتى تختص الوسطى بواحدة منها؟ والصلاة الوسطى هي الوسطى بينها فكيف تكون هي كلها!.
إذا فالوسطى هنا مقصودة معنية بآيتها ، معلومة بها أم وبآيات أخرى ، علينا التدبر فيها مخصا عنها.
ولنعرف أولا أن الوسطى ليست من حيث الفضيلة حيث الفضلى هي المأمور بها في (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) ، وكيف يؤكد على الوسطى في الفضيلة دون العليا اللهم الا تقديما للمفضول على الفاضل!.
ولا الوسطى من حيث الركعات ، فكذلك الأمر ، حيث ان طبيعة الحال في مزيد الركعات مزيد المثوبات ، فان الصلاة التي هي عمود الدين وعماده ليست إلا الركعات ، فمزيدها ـ إذا ـ بغض النظر عن سائر المرجحات ـ مزيد في الفضيلة.
إذا فلتكن هي الوسطى من حيث الأوقات المقررة للصلوات ، والوسطى ـ إذا ـ هي عنوان مشير لها يميزها عن سائر الصلوات ، دون ان تكون هي الفضلى لكونها الوسطى كوصف واقع لها ، بل كعنوان مشير إليها كما في