فانها في خضمّ الأشغال النهارية ، وفي رمضاء الحر صيفيا وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي بالهاجرة وكانت أثقل الصلوات على أصحابه ولربما لم يكن وراءه فيها إلا الصف والصفان فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد هممت أن أحرق على قوم ـ لا يشهدون الصلاة ـ بيوتهم فنزلت آية الصلاة الوسطى (١) وهي صلاة بين بردي الفجر والعصر.
ولأنها هي صلاة الجمعة يومها والجمعة تجمع الى وسطى الظهيرة كونها الوسطى بين أيام الأسبوع لأنها ركنها وقلبها ، حيث تعني الوسطى فيما تعني : القلب ، والجمعة هي قلب الأسبوع.
إذا فهي الوسطى بعد قرآن الفجر ، ام هي في جمعتها (٢) أفضل وأحرى
__________________
ـ اخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو داود وابن جرير والطحاوي والروياني وابو يعلى والطبراني والبيهقي من طريق الزبرقان عن عروة بن الزبير عن زيد بن ثابت ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يصلي الظهر بالهاجرة وكانت أثقل الصلاة على أصحابه فنزلت (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) قال : لأن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين ، وفيه اخرج المنذر من طرق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : الصلاة الوسطى هي الظهر. وفي نور الثقلين ١ : ٢٣٦ في الكافي متصلا.
(٢) الدر المنثور ١ : ٢٩٩ ـ أخرج مسلم والترمذي والبيهقي عن جندب بن سفيان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا تخفروا الله في ذمته ، وفيه قال مالك في الموطأ بلغني عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس كانا يقولون الصلاة الوسطى صلاة الصبح ، أخرجه البيهقي في سننه.
(٢) نور الثقلين ١ : ٢٣٦ فيي الكافي متصلا عن زرارة عن أبي جعفر (عليهما السلام) في حديث : وقال الله تعالى : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ وهي صلاة الظهر وهي اوّل صلاة صلاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي وسط النهار ووسط صلاتين بالنهار صلاة الغداة وصلاة العصر ، قال : ونزلت هذه الآية يوم الجمعة ورسول الله (صلى الله عليه وآله ـ