ف «الملك» لا تعني ـ ككل ـ رأس الزاوية في أية سلطة مهما كان هو الملك الأصل المعبر عنه بملك الملوك ، فقد يملك الملك كلتا القيادتين : الروحية والزمنية ، وأخرى إحداهما دون الأخرى ، وثالثة يملك قسما من روحية او زمنية ، وقائد الحرب هو ملك لقسم الحرب من القيادة الزمنية على ضوء الروحية ، وقد يؤيده او يدل عليه (مَلِكاً نُقاتِلْ) دون «ملكا» بصورة طليقة تملّكه كل القيادة.
وعلى أية حال فليست الآية لتدل على ان الفصل بين القيادتين شرعة ربانية ، بل الأصل هو الجمع بينهما ، او ان تكون القيادة الزمنية على ضوء القيادة الروحية وكما تطلّب الملأ من بني إسرائيل نبيهم ان يبعث هو ملكا يقاتلون تحت رايته في سبيل الله ، دون ان ينتخبوه بشورى بينهم ، ثم ونبيهم هذا لم يبعث قائد الحرب من عند نفسه وإنما سأل الله فأجابه فقال (إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً ...) وإذا لا يحق لنبي ان يبعث هو بنفسه وخيرته قائد الحرب ، فكيف يحق للشورى ـ وهي ادنى من النبي ـ ان تنتخب خليفة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الحامل للقيادتين بصورة طليقة ، اللهم إلا شورى صالحة زمن الغيبة من النخبة الصالحة ، لانتخاب شورى القيادة الروحية والزمنية.
ولا بد لهذه الشورى ـ كما بينا في آية الشورى ـ ان تجمع الرعيل الأعلى من الروحيين والساسة المسلمين في كل جنبات القيادتين ، حتى تحلق هذه الشورى على كافة الحاجيات القيادية للمسلمين.
إذا فلا ملك يحق له الملك على ملاء إلّا انتصابا من نبي الله ، ولا يحق له اي انتصاب إلا بوحي من الله ، ومن ثم انتخاب له كما للقائد الروحي زمن غياب الوحي والعصمة ممن لهم خبرة بالقيم القيادة في شرعة الله ، فان (أَمْرُهُمْ