بتفضيل «بعضهم» الخاص بواحد منهم «درجات» دون «على بعضهم درجات». ألا وذلك البعض هو :
(أَوَّلُ الْعابِدِينَ) : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٤٣ : ٨١) ، إذا فكل المرسلين هم في الرتبة التالية لأول العابدين ، و (رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (٢١ : ١٠٧) ولا نجد هذه الرحمة العالمية في الذكر الحكيم لمن سواه من المرسلين! (١) لا فحسب بل هو أفضل الخلق أجمعين وكما قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني» فقال علي (عليه السلام): أفأنت أفضل ام جبرئيل؟ فقال : يا علي ان الله تعالى فضل أنبياءه المرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللائمة من بعدك وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا ... (٢) ورسولا الى النبيين أجمعين : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ : أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٣ : ٨١) وكما يروى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «آدم ومن دونه تحت لوائى»
__________________
(١) في إنجيل القديس برنابا الحوارى (٤٣ : ١٣ ـ ٣١) يقول : ١٣ الحق أقول ان كل نبي متى جاء إنما يحمل لأمة واحدة فقط علامة رحمة الله (١٤) ولذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذي أرسلوا اليه (١٥) ولكن رسول الله متى جاء يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم بيده (١٦) فيحمل خلاصا ورحمة لأمم الأرض الذين يقبلون تعليمه (١٧) وسيأتي بقوة على الظالمين (١٩) ويبيد الأصنام بحيث يخزي الشيطان (١٩) لأنه هكذا وعد الله ابراهيم قائلا : انظر فإني بنسلك أبارك كل قبائل الأرض وكما حطمت يا ابراهيم الأصنام تحطيما هكذا سيفعل نسلك ... (٣١) صدقوني لأني أقول لكم الحق : «ان العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق».
(٢) نور الثقلين ١ : ٢٥٤ في عيون الأخبار باسناده الى علي بن موسى (عليهما السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...