ثم ولماذا تتقدم «سنة» على «نوم» وهي مقدمة له وذريعة إليه ، فإذ لا يأخذه نوم فبأحرى ألا تأخذه سنة ، وقد تكفي ـ إذا ـ لا يأخذه نوم؟.
علّه لأن عامل النوم أقوى من عامل السنة ، فهنا ارتقاء من الأدنى إلى الأعلى ، فلا تأخذه سنة بعاملها الأدنى ، ولا نوم بعامله الأعلى ، فلذلك تتقدم سنة على نوم.
ثم وبينهما عموم من وجه فقد تأخذ السنة كائنا حيا ولا يأخذه نوم ، او يأخذه نوم دون سنة ، ام تأخذه كلا السنة والنوم ، فلكي يستأصل عن ساحته كل سنة ونوم كما الموت ، فلذلك (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) ف «ما من حي إلا وهو ينام خلا الله وحده عز وجل» (١) ،
«فلسنا نعلم كنه عظمتك إلا انا نعلم أنك حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم» (٢).
(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)
«له» ملكا و «له» ملكا فانها تعمهما مهما كان ملكه ملكه وملكه ملكه ، فكما هو (مالِكَ الْمُلْكِ) كذلك هو (مَلِكِ النَّاسِ) (١١٤ : ٢) فله ما في السماوات وما في الأرض ملكا : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٢ : ١٠٧) وله ما فيهما ملكا : (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٣ : ١٨٠).
مالك وملك لمثلث الزمان وكل مكان وما فيهما ، فان (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) هي صيغة أخرى عن كائنات الممكنات ككل ، ف (ما فِي
__________________
(١) سفينة البحار ٣ : ٥٤٧ عن الامام الصادق (عليه السلام).
(٢) نهج البلاغة الخطبة ١٥٩ عن الامام علي (عليه السلام).