(فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ).
وقيلة القائل أن الإماتة هنا هي الإسبات ، أن ظلوا في سبات كأصحاب الكهف ، إنه سبات من التفسير ، حيث الصيغة الصالحة له هي صيغته ، أم كما في اصحاب الكهف (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً).
ثم إذا جاز السبات مائة سنة في قدرة الله ـ كخارقة ـ فلم لا يجوز الموت ، وهما من مصدر واحد ، فلما ذا ذلك الاستيحاش من الموت المؤقت في الحياة الدنيا ، وهو واقع البرهان على الحياة بعد الموت المطلق؟!.
اجل (فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ) ثم ماذا؟ (ثُمَّ بَعَثَهُ) دون أحياه ، حيث البعث هو الإحياء كما كان دون أن يتسنّه بفترة الموت بمضي المائة ، او تحسب من عمره ، ففي إماتته اراءة فجأتها كما راه في القرية الخاوية ، وفي مكوثه طيلة المائة إراءة ثانية هي أن طول أمد الموت ليس ليؤثر بعدا أم صعوبة في الإحياء ، وفي إنشاء العظام ثم كسوها لحما بمنظره ومرآه إراءة ثالثة لهوان أمره على الله كما أنشأها اوّل مرة (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ).
(قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)
وانه سؤال عضال ، إذ ليس ليعرف الميت زمن لبثه ، فقد يرى الزمن الطويل قصيرا لملابسة طارئة ، كما يرى اللحظة القصيرة طويلة لملابسة أخرى ، فانما سئل ليتبين عجزه عن العلم بزمن لبثه ، وليعرف ان طائل اللبث في الموت لا طائل تحته كعرقلة للحياة بعده ، إجابة ما عن «أنى» في احتمالتها الأولى ، فليس قرب زمن الموت وبعده ، وتمزّق الاجزاء وبقاءها وما أشبه ، مما يقرب الإحياء أو يبعده ، فإن الله هو العلي القدير.
ولماذا التردد بين (يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) علّه لأنه مات بداية النهار ثم فوجئ بالإحياء بعد الزوال فقال «يوما» تحسبا لأوله وغفلة عن آخره ، فلما