واسِعٌ) في رحمته «عليم» بدرجات المنفقين في سبيله (١).
ثم (كَمَثَلِ حَبَّةٍ ...) هي مثل لمادة الإنفاق الصالح لا للمنفق فانه لا يزداد إلا ما أنفق ، ام هو يعنيه كما يعني مادة الإنفاق ، حيث المنفق يزداد بإنفاقه كمالا نفسيا في الأولى ، وجزاء هو نفسه بإنفاقه في الأخرى ، حيث الجزاء هو العمل ، والعمل هو لزام العامل.
وهذا هو الإنفاق في سبيل الله ، تقربا الى الله ، الذي يصلح المنفق ومجتمعه من عزل المال وعضله ، دون الانفاقات المصلحية ، التي تزيد الاثرياء ثراء في مختلف الشهوات والمبتغيات ، والفقراء المعدمين الذين لا ينفعونهم خواء وبواء.
فالذي ينفق ماله بديلا عما يرجوه من الفقير ، او ينفقه رئاء الناس ، او منا او أذى أماذا من مصلحيات فاسدة كاسدة ، كان ما يفسده اكثر مما يصلح ، مزيدا على الترف للأغنياء ، والتلف للفقراء ، والله منه براء.
و «أموالهم» هنا لا تعني كل أموالهم ، بل هي مبينة في سائر القرآن بالقصد ، دون إسراف ولا تقتير ، وأكثره العفو وهو الزائد عن الحاجة المتعودة ،
__________________
(١) المصدر ٣٣٧ ـ اخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أنفقتم على أهليكم في غير إسراف ولا إقتار فهو في سبيل الله ، وفيه اخرج الطبراني عن كعب بن عجرة قال : مر على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل فرأى اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من جلده ونشاطه فقالوا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لو كان هذا في سبيل الله ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وان كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وان كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وان كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان.