كل هؤلاء الأكارم ـ على مر الزمن ـ الذين يعيشون في سبيل الله حياتهم ، حيث النص عام يحلق على كل المحصرين في سبيل الله.
٢ (لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ) للحصول على حاجياتهم المعيشية ، فان المحصر في سبيل الله الذي يستطيع ضربا في الأرض لضرب من الحاجة المعيشية ، هو أخف وطأة من أولئك الذين لا يستطيعون ضربا في الأرض.
٣ (يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) حيث هم متجملون كما الأغنياء ، وهم متحملون الفقر لا كسائر الفقراء فيحسبهم الجاهل بأحوالهم أغنياء من التعفف ، حيث لا يظهر منهم ظاهر الفقر والحاجة لتعففهم عن اظهار الحاجة ، بل وعن ظهورها ، فلا يتفطن إلى واقع حالهم إلا ذوو البصيرة النافذة ، دون الجاهل غير المتفطن بخفي الحال ، ما لم تظهر بظاهر جال.
٤ (تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ) أنت يا رسول الهدى ومن نحى نحوك من أهل البصيرة ، حيث السيما الظاهرة تنبئ لأهل الفراسة عن الحالة الخفية غير الظاهرة ، فذو الحس المرهف والبصيرة المفتوحة يدرك ما وراء التجمل من عبء
__________________
ـ وفيه أخرج ابو نعيم في الحلية عن فضالة بن عبيد قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا صلى بالناس يخر رجال من قيامهم في صلاتهم لما بهم من الخصاصة وهم اهل الصفة حتى يقول الاعراب ان هؤلاء مجانين ، وفيه عن أبي هريرة قال كان من اهل الصفة سبعون رجلا ليس لواحد منهم رداء وفيه اخرج أبو نعيم عن الحسن قال : بنيت صفة لضعفاء المسلمين فجعل المسلمون يوغلون إليها استطاعوا من خير وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتيهم فيقول : السلام عليكم يا أهل الصفة فيقولون وعليك السلام يا رسول الله فيقول : كيف أصبحتم فيقولون بخير يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول : أنتم اليوم خير أم يوم يفدى على أحدكم ويراح عليه بأخرى ويفدو في حلة ويراح في أخرى فقالوا : نحن يومئذ خير يعطينا الله فنشكر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بل أنتم اليوم خير.