وماديا ، فرديا وجماعيا ، وكأن آكل الربا يحارب الله ورسوله فيحاربه الله ورسوله ، إعلاما عاما في هذه الإذاعة القرآنية على مدار الزمن ، فليحارب آكل الربا بكافة الوسائل صدا عن عمليته النكراء التي تبوء إلى كل خواء وبواء ، محقا لها واستئصالا عن المجتمع السليم المسلم ، ولكي لا يستأصل فالجا في الحقول التي تفسدها الربا.
فعلى كل الجماهير المؤمنة المستضعفة في مساعيهم وأموالهم وكل أحوالهم أذان على هؤلاء الأنكاد بحرب دائبة لا تقف حتى يوقفوا ما حق الربا ومساحقها ، وإلّا فمحقا لهم وسحقا :
(وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ).
ولأن هؤلاء من المحاربين الله فلتشملهم آية المحاربة (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ...) وأقل الجزاء للمرابين المصرين النفي من الأرض ، قطعا لأيدي فسادهم وإفسادهم عن أرض الحياة الجماعية السليمة المسلمة.
(وَإِنْ تُبْتُمْ) عن أصل الربا وما تبقّى عندكم أم عند المدينين منها ، إفضاء لأيديكم عنها جميعا (فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ) فقط دون زيادة هي عين مال الربا أم بديله.
هنا (رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ) لا تعني إلّا الرؤوس الأولى التي ليست من الربا ولا سواها من حرام ، فالذين يأكلون الربا أضعافا مضاعفة ، آخذين الربا على الربا كما يأخذون على رؤوس أموالهم ، ليس لهم هنا إلّا الرؤوس الأولى شرط أن يتوبوا ، فليس لغير التائب شيء حتى رأس ماله حيث ينحسب عما أكله من