أموالكم مثوبة للتوبة.
ثم كيف ليس له مفهوم وهو مفهوم عند كل فاهم إلّا أن تدل قرينة على نقض المفهوم ك (لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً) والقرينة هنا أن هذه كانت متعودة وهي أظلم الربا فنهي عنها بالفعل ثم نهي عن الكل ، ثم وآية النهي عن الربا ككل نص على تضعيف المفهوم.
(وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ٢٨٠.
«كان» هنا تامة لتطمّ هذه الضابطة كل ذي عسرة من المدينين ، سواء استدانوا بربا أم قرضا حسنا أم كانوا مدينين بغير ربا أو قرض ، والنظرة إلى ميسرة في الأول أولى وأحرى فإنه دفع ما دفع دون مقابل فلينظر عند العسرة ، بل (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ) تصدقا لرؤوس أموالكم ، ولا سيما في حقل الربا ، إذ قد أخذتم قدرها ربا أم أكثر ، إذا ف (خَيْرٌ لَكُمْ) في حالتي الربا والقرض الحسن (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ما عند الله من أجر للمتصدقين و (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنه معسر (١) علم الوجدان ، أم تصديقا له غير متّهم في دعوى الإعسار ، كما والتصدق ـ أيضا ـ أعم من تصدق أصل المال أو بعضه أو تأجيله عن أجله ، أو تقسيطه طويلا أما ذا من إرفاق.
فحين تعلمون أنه في ميسرة يدعي الإعسار ، فهو ظالم لا سماح معه بتصدق ، وحين تجهلون أمره فنظرة إلى أن تعلموا حاله ميسرة ومعسرة ولكلّ حال (٢).
__________________
(١) كما في نور الثقلين ١ : ٢٤٦ عن الكافي عن أبي عبد الله (ع) «... إن كنتم تعلمون أنه معسر فتصدقوا عليه بما لكم عليه فهو خير لكم».
(٢) المصدر عن الكافي عن أبي محمد سأل الرضا (ع) رجل وأنا أسمع فقال له : جعلت فداك إن الله ـ