وأثرتهم وغرورهم والتوائهم.
وصابروا على تنفج الباطل وتبلّجه عند اهله ، وعلى انتفاش الشر والضر ، وقلة الناصر ، وكثرة الغادر.
وصابروا على مرارة الجهاد وما تثيره في النفس من مختلف الانفعالات ، في الانتصار والانهزام سواء.
وصابروا أعداء الإيمان في سباق الصمود على العقيدة ، حيث الأعداء يحاولون جاهدين ان يقل صبر المؤمنين فيفلّ ، فلا ينفد صبركم على طول الجهاد ، فذلك رهان في الصبر بينكم وبين أعدائكم ، يبرزون فيه ويبارزون لمقابلة الصبر بالصبر والإصرار بالإصرار ثم تكون لكم عاقبة الأشواط ، فإذا كان الباطل يصر ويصبر ويمضي قدما إلى الأمام ، فما أجدر الحق ان يسبق في رهان الصبر.
٣ «ورابطوا» رباطا بين طاقاتكم الشخصية ، وآخر بين طاقاتكم الجماعية ومنها الصلاة جماعة (١) وأخيرا في معارك الشرف والكرامة رباطا في الحرب ورباطا في المحراب ، في الحروب الباردة الدعائية ، وفي الحروب الحارة ، حفاظا على ثغور الإسلام زمنيا وروحيا.
و «رابطوا» في كل ذلك مع قياداتكم الزمنية والروحية المتمثلة في الإمام ، بعد الله وبعد النبي ، فالإمام هو الرباط الأدنى (٢) في هذه الثلاث والله
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ١١٤ ـ اخرج جماعة عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ألا أخبركم بما يمحوا الله به الخطايا ويرفع الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذالكم الرباط فذالكم الرباط فذالكم الرباط.
(٢) نور الثقلين ١ : ٤٢٥ عن تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية : «اصبروا» يقول عن المعاصي «وصابروا» على الفرائض (وَاتَّقُوا اللهَ) يقول ائتمروا ـ