الإخوة والأخوات في النسل الأول ، لم ير بدّا من فرض ذلك التزاوج ، مهما حرم بعدها لمصلحة مستمرة على مدار الزمن.
هذا ـ ولا يدل وجود الإنسان فيما وراء البحار كأمريكا المكتشفة حديثا ، على اكثر من مبدء واحد لنسل الإنسان ، فلأن وصل القارات وفصلها حالة ارضية دائبة ، فاحتمال انفصال أمريكا بريا عن سائر القارات قبل التاريخ بعد ما كانت متصلة بها يزيل إحالة وحدة الأصل.
كما أن علم «الجيولوجي» : طبقات الأرض ، المثبت لعمر الإنسان منذر ملايين من السنين ، وبينهما وبين آدم هذا بون شاسع لأنه لأكثر تقدير خلق قبل عشرة آلاف.
إن ذلك لا يحيل انتسال النسل الحاضر من آدم ، حيث القرآن والسنة (١) شاهدان على وجود أنسال إنسانية قبل آدم انقرضت ، فذلك ـ إذا ـ هو الإنسان الأخير ، والمشابهة بينه وبين الأجساد المكتشفة لما قبل ملايين من السنين ، لا تقضي بوحدة السلسلة انتسالا والوحي القاطع دليل لأمر دله على ان النسل الحاضر متنسل من (نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها).
فلا العلم ولا الواقع الملموس ولا التاريخ الجغرافي وما أشبه ، لا تعارض انتسال النسل الحاضر من (نَفْسٍ واحِدَةٍ) خلقت قبل عشرة آلاف اما زادت من السنين ، وليست الاستبعادات القاحلة غير المسنودة إلى برهان مبين بالتي تبطل نصوص الذكر الحكيم.
__________________
(١) فمن القرآن آية الخلافة «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» حيث الاحتمال المتعين انه خليفة من انقرض من سنخه كما فصلنا على ضوء الآية في البقرة وذكرنا هناك أحاديث عدة فراجع ومنها ما في التوحيد عن الصادق (عليه السلام) في حديث قال : لعلك ترى ان الله لم يخلق بشرا غيركم بلى والله لقد خلق الف الف آدم أنتم في آخر أولئك الآدميين.