كيف يرى الموت وليس الموت مما يرى ، إنما هو واقع يحصل للأحياء فهم مدركوه من غير أن يروه؟ ثم ما هو النظر بعد الرؤية؟ وهي هو وهو هي! ومن ثم تمني الموت من المؤمن في الحرب يعني ان يقتله الكافر ، وقتلهم لهم كفر فكيف المؤمنون هكذا يتمنون؟.
١ رؤية الموت هي رؤية أسبابه لجماعة من المؤمنين الذين لم يقتلوا في الجهاد ، لا الموت نفسه ، وأسباب الموت الظاهرة في النضال كلها مرئية ، كالطعن بالرماح والضرب بالصفاح ، والرشق بالسهام والقذف بالسّلام ، وكل هذه مما يرى ، وكما في رؤية إبراهيم الخليل ذبح إسماعيل : (إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ... قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) وليس تصديقها إلا بتقديم سبب الذبح. ذلك ، ثم وهي رؤية قتلاهم يتساقطون وهي أحرى بكونها رؤية للموت.
ومن ثم رؤية قتلهم أنفسهم حين قتلوا ، وهي درك الموت ولمسه في أنفسهم ، ورؤية الموت هنا قد تعني كل هذه الثلاث.
ثم (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) قد تعني انتظار الموت المتمنّى ، أم والنظر إلى الميت القتلى ، أم (فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ) في بدر ـ إلا موت أنفسكم ـ (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) مثلث الموت في أحد.
وأما أصل التمني للموت ، فهو ينحو منحى حسنى الاستشهاد في سبيل الله وهي إحدى الحسينين ، ولا ينحو نحو عملية الكفار ، فللشهادة واجهتان اثنتان ، بذل النفس في سبيل الله من قبل المؤمن دون تقصد للموت ، وانما يقصد إحدى الحسينين : إماتة الكافر او الموت في سبيل إماتته وإحياء الإسلام ، وهذه واجهة مقصودة.
والأخرى غير مقصودة وهي ان يقتله الكافرون ، ابتذالا لنفسه وهدرا فيخسر به المسلمون ويربح الكافرون ، وتمني الموت في سبيل الله لا يعني إلا