عليه وآله وسلم) وشجّ وجهه ونزفت جراحه فاختلطت واحتار المسلمون وتفرقوا أيادي سبا فنادى مناد «أن محمدا قد قتل» (١).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٣٩٧ في روضة الكافي بسند متصل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انصرف إليهم بوجهه وهو يقول : انا محمد انا رسول الله لم اقتل ولم أمت فالتفت اليه فلان وفلان فقالا : الآن يسخر بنا ايضا وقد هزمنا وبقي معه علي (عليه السلام) وسماك خرشة ابو دجانة فدعاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا أبا دجانة انصرف وأنت في حل من بيعتك فأما علي فهو أنا وأنا هو فتحول وجلس بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبكى فقال : لا والله ورفع رأسه الى السماء وقال : لا والله لا جعلت نفسي في حل من بيعتي إني بايعتك فإلى من انصرف يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى زوجة تموت او ولد يموت او دار تخرب او مال يفنى واجل قد اقترب؟ فرق له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة وهو في وجه وعلي (عليه السلام) في وجه ، فلما أسقط احتمله علي (عليه السلام) فجاء به إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضعه عنده فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوفيت ببيعتي؟ قال : نعم وقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خيرا وكان الناس يحملون على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الميمنة ويكشفهم علي (عليه السلام) فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع فجاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فطرحه بين يديه وقال : هذا سيفي قد تقطع به فيومئذ أعطاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذا الفقار ولما رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع رأسه الى السماء وهو يبكي وقال يا رب وعدتني ان تظهر دينك وان شئت لم يعيك فأقبل علي (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اسمع دويا شديدا واسمع اقدوم حيزوم وما أهم اضرب أحدا إلا سقط ميتا قبل ان اضربه فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في الملائكة (عليهم السلام) ثم جاء جبرئيل (عليه السلام) فوقف إلى جنب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا محمد ان هذه لهي المواساة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) ان عليا مني وانا منه فقال جبرئيل (عليه السلام) وانا منكما ثم انهزم الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) يا علي امض بسيفك حتى تعارضهم فان رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم ـ