فليأخذ القواعد المسلمون ، روحيون وزمنيون ، درسا نابغا من سنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نابعا من منبع الوحي ، فلا يستبدوا بآراءهم بسند الطاقات العلمية والعقلية ، فضلا عن سيادة القوة الزمنية ، وليحسبوا للامة الاسلامية الحساب الذي حوسب به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) فالمستبد برأيه مهما كان صائبا هو خائب حيث يخسر عطف الأمة واستصلاحها لمعرفة صالحها عن طالحها ، ويخسر نضوج العقلية بينهم فهم كالطفل تحت الولاية في الأمر.
كلّا! وإن على القائد ان يقود المقود الى ما استأهله للقيادة ، حتى تسود مختلف القابليات والفاعليات في الامة ، ف «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» والراعي بحاجة الى صائب الرأي فيمن يرعاه.
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٦٠).
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ) لا تختص بميادين النضال الخارجية بل وبأحرى بميادين النضال النفسية ، فما لم تكن النصرة الربانية لم يوفّق العبد في أي حقل من الحقول الحيوية الايمانية ، فردية كانت او جماعية ، و (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ) يتغلب عليكم ، فكل طاقة مبذولة امام النصرة الربانية مغلوبة مخذولة ومرذولة.
ف «إذا فعل العبد ما أمره الله عز وجل به من الطاعة كان فعله وفقا لأمر الله عز وجل وسمي العبد به موفقا ، وإذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي الله فحال الله تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فيتركها كان تركه بتوفيق الله تعالى ذكره ومتى خلى بينه وبين المعصية فلم يخل بينه وبينها حتى