العظيم وهو وسيلة أصيلة للرسول ، فهما وسيلتان فرقدان لا يتفارقان.
ومن ثم وسيلة علمية وعقيدية وخلقية وتطبيقية ، شخصية وجماعية ، أم أية وسيلة هي حصيلة التربية الربانية ، نبتغيها إلى الله في سلوكنا سبيل الله ، تحكيما لعرى تقوى الله ف «أفضل ما توسل به المتوسلون الإيمان بالله ورسوله» (١) ، (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وهنا «إليه» لا تعني إلى كيانه ذاتا وصفات وأفعالا ، وصولا معرفيا أماهيه من وصولات لا تليق بذاته القدسية ، وإنما تعني إلى تقواه ومرضاته ، معرفيا وعمليّا كما يجب ويرضى.
ثم «الوسيلة» المعروفة ، المسرودة في الذكر الحكيم هي بين أصيلة وفصيلة ، والأولى هي الفطرة والعقلية السليمة وسائر الآيات الأنفسية والوسيلة العملية الصالحة ، والثانية هي طليق الآيات الآفاقية كونية ورسولية ورسالية ، ومن ثم جماعية إلى شخصية ، تجنيدا لكل الطاقات المستطاعة في حقل التقوى ، لتقوى على إفلاح هذه السبيل الشائكة فتصل إلى رضوان الله.
فعلى (الَّذِينَ آمَنُوا) أن يمحوروا في حياتهم تقوى الله وابتغاء الوسيلة إلى الله والجهاد في سبيل الله ، وذلك المثلث بين شخصي وجمعي حفاظا على الأفراد والجماعات.
ونظيرة هذه الآية تبينا لهذه المسئولية الإيمانية المحلقة على كافة المسئوليات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٥ : ١٠٥) (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ...) (٣ : ١٠٣) و (يا أَيُّهَا الَّذِينَ
__________________
(١) سفينة البحار ٢ : ٦٤٧ قال أبو جعفر الباقر (ع) ...