والبراء بن عازب (١) وزيد بن أرقم (٢) أخرجه ورواه عنهم عدد كثير التابعين وتابعي التابعين والمصنفين والمفسرين.
وحق لرسول الهدى (ص) أن يقول قوله حين نزول الآية : «الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب» (ع) (٣) وسوف نستقصي روايات الغدير عند البحث عن آية التبليغ إنشاء الله تعالى.
وترى أن (الْيَوْمَ يَئِسَ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ ...) ـ إلى ـ (دِيناً) هل هي آية مستقلة تنزيلا ثم توسط هذه الآية تأليفا؟ أم هي هيه تنزيلا وتأليفا؟ فما هي الصلة بينها وبين ما احتفت بها من قبل ومن بعد؟!.
إن الأصل المعني من القرآن هو تأليفه ، فإنه هو الأليف الصائب بوحي الله تعالى حيث يراه انسب ما يصح ويمكن من تأليف الوحي النازل نجوما منفصلة لفظيا ومعنويا.
فقد تناسب مناسبة حقة حقيقية ناصية السورة (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) فإن عقد
__________________
ـ نزلت هذه الآية بغدير خم فقال رسول الله (ص) وذكر مثله.
(٤) ومما روي عن أبي هريرة عن النبي (ص) أنه قال : من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (ص) بيد علي بن أبي طالب (ع) فقال : ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول الله (ص) قال : من كنت مولاه فعلى مولاه فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنزل الله الآية ...
(١) الثعلبي في تفسيره عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال لما أقبلنا مع رسول الله (ص) في حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى أن الصلاة جامعة ... وروى قصة الغدير.
(٢) وممن أخرجه عنه الثعلبي في تفسيره ونقل جملة من قصة الغدير ومنها فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
(٣) قد أخرج العلامة الأميني في الغدير ١ : ٢٣٠ ـ ٢٣٨ حديث نزول آية الإكمال يوم الغدير عن ستة عشر مصدرا وحديث آية التبليغ عن ستين مصدرا والتفصيل إلى تفسير آية التبليغ.