والذي دسّ في الكنائس هذه الخرافة الجارفة هو الخصي الكوسج المصري خادم الرهبان «أوريفين» (١) إلى أن تشكلت مجمع نيقية (٣٢٥ م) إذ جاءت من الجماعات الروحية المسيحية من شتى الأقطار من يزيد على ألف مبعوث لانتخاب الأناجيل التي يجب أن تعتبر قانونية ، ولقد كان (٣١٨) شخصا من هؤلاء من القائلين بألوهية المسيح ، وقد
__________________
ـ أقصى حد ، بحيث لا تسمح باقانيم إلهية ، وقد نظر الى المسيح على أنه إنسان محض والى الروح القدس على انه قوة إلهية لا شخصية».
٦ ـ أما علم اللاهوت والراسيونالي المعاصر : فانه كثيرا مّا يحافظ على الاصطلاحات والتعابير الثالوثية التقليدية ، إلّا أنه لا يرى في الأقانيم الثلاثة سوى تشخيص لصفات إلهية ، كالقدرة والحكمة والجودة ، ويرى (هرنك) : ان الايمان المسيحي في الثالوث ليس إلّا وليد الجدل الذي قام بين المسيحية واليهودية فكان أن اكتفوا أولا بعبارة : (اللهِ وَالْمَسِيحَ) ردا على عبارة «الله وموسى» ثم أضافوا إليها فيما بعد «الروح القدس» تقنين الثالوث الكنسي :
إن اقدم صيغة تعليمية رسمية لايمان الكنيسة بشأن الثالوث الأقدس هي قانون الرسل الذي اتخذته الكنيسة منذ القرن الثاني في شكل قانون العماد الروماني القديم كأساس لتعليم الموعوظين ولاعتراف الايمان في حفلة العماد عند اللاتين.
ثم ... قانون نيقية القسطنطنية (٣٨١ م) وقد نشأ ضد مذهبي آريوس ومقدونيوس ، ثم المجمع الروماني برئاسة البابا القديس داماسيوس (٣٨٢) يدين بصورة اجمالية أضاليل القرون الأولى في الثالوث الأقدس ، ثم إلى القرن ٥ و ٦ قانون اثناسيوس ، ثم قانون مجمع طليطلة الحادي عشر (٧٦٥ م) ثم في القرون الوسطى قانون مجمع اللاتراني الرابع (١٢١٥ م) ثم مجمع فلورنس (١١٤٤١ م) ثم في العصر الحديث تعليم لبيوس السادس (١٧٩٤ م) ...
(كل هذه منقولات عن كتاب مختصر في علم اللاهوت العقائدي تأليف لوديغ اوث الألماني نقله الى العربية الأب جرجس المارديني ج ١ : ٧٣ تحت عنوان : البدع المضادة للتثليث وتحديدات الكنيسة التعليمية).
(١) هو راهب اعزب عارف باللغات عاش في القرن الثاني.