الإسلام وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي وإذا تسابّت أمتي سقطت من عين الله (١).
ذلك ، فكما النهي عن المنكر فرض كذلك الانتهاء عنه وهما التناهي ، وترى الناهي عن المنكر ينهى عن نفس المنكر أو منكر آخر حين ينهاه الآتي بمنكر؟.
الناهي عن المنكر عليه ألا يكون فاعلا لنفس المنكر ولا سيما جهارا ، وكذلك الآمر بالمعروف ، فأقل الواجب من شرط واجب الأمر والنهي أو السماح فيهما ألّا يكون الآمر والناهي متجاهرين في ترك المعروف أو فعل المنكر : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) (٢ : ٤٤) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ)(٦١ : ٣).
فليس على تارك معروف أن يأمر به ولا له ذلك ، كما ليس على فاعل منكر أن ينهى عنه ولا له ذلك مهما كانا مسئولين عن واجب الأمر والنهي
__________________
ـ فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان ، وفيه أخرج احمد عن عدي بن عميرة سمعت رسول الله (ص) يقول : ان الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروا فلا ينكرونه فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة ، وفيه اخرج الخطيب في رواية مالك من طريق أبي سلمة عن أبيه عن النبي (ص) قال : والذي نفس محمد بيده ليخرجن من امتي أناس من قبورهم في صورة القردة والخنازير داهنوا اهل المعاصي سكتوا عن نهيهم وهم يستطيعون.
(١) المصدر ٢ : ٣٠٢ ـ اخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : وفيه اخرج الطبراني عن ابن عباس قال : قيل يا رسول الله (ص) أتهلك القرية فيهم الصالحون؟ قال : نعم ، فقيل يا رسول الله ولم؟ قال : بتهاونهم وسكوتهم عن معاصى الله عزّ وجلّ.