(فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ) عن محاظيره ، فلا تستوحشن في طريق الهدى لقلة أهله ، حيث اللب الإيماني هو قيد الفتك وإن عارضك العالمون (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) حيث تفلجون كافة العراقيل التي تحول بينكم وبين قضاء الإيمان الصادق المتين.
ذلك و (الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ) تعمان القال والحال والأعمال ، وما تقدم الخبيث هنا في الذكر إلّا لتقدمه في المظاهر الجلابة الغلابة ف (قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ).
ذلك ، والأكثرية هي دوما مفنّدة مزيفة اللهم إلّا بين الصالحين ، فلا اعتبار بطليق الأكثرية ، إلّا ما هي بين القلة المؤمنة الصالحة أحيانا ، ولكن القلة بين الكثرة منهم أيضا هي الأصلح كضابطة.
وهنا عدم استواء الخبيث والطيب أمر فطري عقلي حسي شرعي وفي كل الحقول ، اللهم إلّا من يرى الخبيث طيبا والطيب خبيثا فيرجح الخبيث رغم طيبه على الطيّب زعم خبثه بلبسه بينهما قاصرا أو مقصرا.
وعدم الإستواء هذا في مثلث القال والحال والأعمال قد يحوله إلى الإستواء أم رجاحة الخبيث على الطيب كثرة في عدد وعدد بالمظاهر المختلقة التي تجلب العيون والأهواء ، ولكن العقلية الإنسانية فضلا عن الإيمانية تناحر خرافة الإستواء أو الأفضلية المعكوسة حين تتحكم على مختلف الموازين والمقاييس ، وأما حين تتحكم الأهواء الماردة والعقول المعقولة بطوعها ، الشاردة ، فهنالك الويل كل الويل ، حيث تختل الموازين حين يحتل الخبثاء الأمكنة والمكانات والكراسي والزعامات.
ذلك ، ف (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ. مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) (٣ : ١٩٧).
وحين يختلط الخبيث والطيب على المجاهيل قصورا أو تقصيرا فالله