ذلك ، وقد يعني السؤال الاستجهال ، كأن الله لم يعرف السؤال فما بين حكما يتساءل عنه ، و «إن الله حد حدودا فلا تعتدوها وفرض فرائض فلا تضيعوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وترك أشياء في غير نسيان ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ولا تبحثوا عنها» (١).
وأما سؤال الاستعلام فيما يرجح فرضا وسواه فهو فرض أو سواه وكما يقول الله تعالى: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ويقول رسول الله (ص): «خذوا العلم قبل رفعه وقبضه ..» (٢).
__________________
ـ التفت عن يميني وشمالي فإذا رجل لاف ثوبه برأسه يبكي فقال يا رسول الله (ص) من أبي؟ فقال : أبوك حذافة وكان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه .. فقال النبي (ص) : ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط ان الجنة والنار مثلتا لي حتى رأيتهما دون الحائط ، وفيه عن ابن عباس قال : كان ناس يسألون رسول الله (ص) استهزاء فيقول الرجل من أبي ويقول الرجل تضل ناقته اين ناقتي فأنزل الله فيهم هذه الآية.
وفي نور الثقلين ١ : ٦٨٢ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بسند متصل عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان : واما ما وقع من الغيبة ان الله عزّ وجلّ يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا ...) انه لم يكن أحد من آبائي إلّا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني اخرج حين اخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
(١) الدر المنثور ٢ : ٣٣٦ ـ اخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله (ص) :
(٢) وفيه اخرج احمد وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن أبي امامة ان رسول الله (ص) وقف في حجة الوداع وهو مردف الفضل ابن عباس على جمل أدم فقال : ايها الناس خذوا العلم قبل رفعه وقبضه ، قال : وكنا نهاب مسألته بعد تنزيل الله الآية : «لا تسألوا ...» فقدمنا اليه أعرابيا فرشوناه برداء على مسألته فاعتم بها حتى رأيت حاشية البرد على حاجبه الأيمن وقلنا له : سل رسول الله (ص) كيف يرفع العلم وهذا القرآن ـ