ذلك (وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ) فإن نازل القرآن إجابة عن كل سؤال وكل سؤال صالح للإجابة ، وأما أن تحرّجوا موقف الرسول (ص) في غير حين نزول القرآن فلا ، فإنه لا يجيب إلّا بالوحي ، وحين جاء الوحي كتابا أو سنة بأمر فلا سؤال بعدئذ ، حيث يعني أن بيان الله غير شاف أم إنه نقص عما يجب للمكلفين ، وأما السؤال عن حكم لمّا ينزل في الكتاب أو السنة أم هو مجهول لدى السائل مهما نزل فلا محظور فيه ، فإنما السؤال عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم أحكاما أو موضوعات ، هذا هو المحظور وما سواه محبور.
فقد تعني الآية ما عنته «أسكتوا عما سكت الله عنه» فإن الله لم يسكت عما سكت عنه جهلا أو بخلا ، وهذا يختص بما بيّن بوجه طليق أو عام دون تقيّد ، أم أمر لم يبيّن مع ما بيّن من أضرابه.
ومرجع الضمير في «عنها» هو (أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)؟ وأي فرق في السؤال المسيء حين ينزل القرآن وحين لا ينزل؟!.
__________________
ـ بين أظهرنا وقد تعلمناه وعلمناه نساءنا وذرارينا وخدامنا فرفع رسول الله (ص) رأسه قد علا وجهه حمرة من الغضب فقال : أو ليست اليهود والنصارى بين أظهرها المصاحف وقد أصبحوا ما يتعلقون منها بحرف مما جاء به أنبياءهم ألا وإن ذهاب العلم أن تذهب حملته.
وفي نور الثقلين ١ : ٦٨٣ في أصول الكافي عن أبي الجارود قال : قال ابو جعفر عليهما السلام إذا حدثكم بشيء فاسألوني من كتاب الله قال في بعض حديثه ان رسول الله (ص) نهى عن القيل القال وفساد المال وكثرة السؤال فقيل له يا بن رسول الله (ص) اين هذا من كتاب الله؟ قال : ان الله عزّ وجل يقول : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) وقال : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) وقال : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).