كأسبغها على رحمته يوم الدنيا (١).
وترى ما هو موقف «إلى» في (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ)؟ مهما وردت أيضا (إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) (٤ : ١٤٠) ولكنه جمع خاص لمجموعين خصوص.
إن الجمع «إلى» يجمع إلى «في» ـ اللامح لحضور المجموعة ـ جمع الأوّلين والآخرين : (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) (٥٦ : ٥٠) عناية إلى منتهى المآل لمفترقين زمانا ومكانا ، وفي أمد الموت والحياة ، أنهم كلهم إلى غاية واحدة هي «ميقات (يَوْمٍ مَعْلُومٍ).
ذلك ، وقد تشبهه (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) (٦٤ : ٩) عناية إلى نفس الغاية أنها الجمع للحساب دونما أية تفرقة
ثم (لا رَيْبَ فِيهِ) قد يعني من «فيه» كلا اليوم والجمع ، فكما لا ريب في يوم القيامة كذلك لا ريب في الجمع إليه حسابا فثوابا أو عقابا.
__________________
(١) المصدر أخرج ابن أبي شيبة وابن ماجه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله (ص): «إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة فجعل في الأرض منها رحمة فيها تعطف الوالدة على ولدها والبهائم بعضها على بعض وآخر تسعا وتسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة رحمة».
وأخرج الشيخان عن عمر بن الخطاب قال قدم على رسول الله (ص) بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى قد تحلب ثديها إذا وجدت صبيا في السبي فأخذته فألزقته ببطنها فأرضعته فقال (ص) : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا : لا والله وهي تقدر على ألا تطرحه ، قال : فالله تعالى ارحم بعباده من هذه بولدها.
وعن جرير قال رسول الله (ص): لا يرحم الله من لا يرحم الناس (أخرجه الشيخان والترمذي).