بد من حمل القرآن لحد البلوغ به ، ثم إبلاغه إلى كل من يعقل عنه.
صحيح أن الرسول (ص) هو الصادع الأول لهذا البلاغ المبين ، ولكن الإنذار بالقرآن لا ينحصر فيه وفي المعصومين من أهل بيته الكرام عليهم السلام ، لأنه يحمل دعوة عالمية تشمل الطول التاريخي والعرض الجغرافي.
ذلك و «كم» في «لأنذركم» تعني مع الحاضرين زمن الخطاب كلّ المكلفين في وجهي الخطاب ، فإن «من بلغ» في وجه الفاعلية تجعل «كم» هم المنذرين ككل ، وهي في وجه المفعولية تخص الحاضرين ، فانها من بلغه القرآن وهو بالغ لحمل التكليف بالقرآن.
كما وان «بلغ» تعني وجهي اللزوم والتعدي ، «من بلغ» في نفسه و «من بلغه» وحي القرآن ، ووجه اللزوم ألزم فانه أعم فهو أتم.
والدعوة الإسلامية تتمحور القرآن لمكان آيات التذكير والإنذار بالقرآن و (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (١٧ : ٩) (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ) (٢٧ : ٩٢) (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ) (٥٠ : ٤٥) (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ) (٤ : ١٠٥) (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (٧ : ١٧٠) (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) (١٤ : ١) (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً ..) (١٦ : ٨٩) (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ) (٢٩ : ٥١) ، ذلك ولا نجد حتى لمحة في القرآن لسماح الدعوة بغير القرآن إلّا طاعة للرسول وأولي الأمر لتفهّم القرآن فيما عضل من تأويل تطبيق القرآن.
وهكذا نسمع آيات الإنذار أنها تخصه بالقرآن أو بالوحي الشامل للسنة