واقتصادية حيث الانهيار محلّق على كل حلقاتها مهما كانت الظواهر والمظاهر برّاقة.
ذلك ، ولكن الصلة بالله في كل زوايا الحياة تجعل الحياة طيبة في الفقر والغنى ، في الضيق والسعة وعلى أية حال ، وتنمي محاولة النماء في مختلف جنبات الحياة ، مادية إلى روحية ، وروحية إلى مادية ، تعيشان مع بعضهما البعض فتعيّشان الإنسان كما يرضاه الرحيم الرحمان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟!.
ولقد نسمع تلك القدسية في حديث قدسي يرويه الرسول (ص) عن الله مخاطبا لعباده في بلاده :
«يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا .. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم .. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم .. يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم .. يا عبادي إنكم تخطؤون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم .. يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا .. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا .. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر .. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم فيها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» (١).
__________________
(١) رواه مسلم عن أبي ذر عن النبي (ص) عن الله تبارك وتعالى.