قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ١١ ]

117/384
*

ف (لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) في آجال الأمم الرسالية ، هما قضية أنهم مخبرون بأن أجلهم سوف ينقضي بما قضاه الله ، فليس لهم فيه تطّلبّ لتأخر إلى أمد ، أم تقدم على أمد ، لأنه مشاقة الله في قضاءه المحتوم حسب الحكمة العالية.

فلا يعني مجيء الأجل هنا واقعه إلّا في «لا يستأخرون» حيث لا مجال ـ إذا ـ ل «لا يستقدمون» فإن استقدام الزمن الماضي مستحيل.

وهكذا نمشي ونمضي بنور الله على ضوء القضية الدلالية للآية فاصحة واضحة ، بين محتملات الأجل والأمة ولا يستأخرون ولا يستقدمون ، ما ناسبت الواقع غير المستحيل ، والدلالة الصالحة.

ذلك ، والأجل المقدر عند الله مجهول عن كل الخليقة حتى المعصومين وكما قال علي أمير المؤمنين (عليه السّلام):

«أيها الناس كل امرئ لاق ما يفر منه في فراره ، والأجل مساق النفس ، والهرب منه موافاته ، كم اطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله إلا إخفاءه هيهات! علم مخزون ..» (الخطبة ١٤٩) و «إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وان الأجل جنة حصينة» (الحكمة ١٩٠).

أجل ، وكما أن أجل القيامة من العلم المخزون المكتوم قضية الابتلاء الشامل ، فكذلك أجل الموت فإنه لا يعلمه لوقته ومكانه الخاص إلّا الله ، ولم يكن ليعلم الإمام أمير المؤمنين إلّا كيف يقتل ، وإمامتى وأين فقد كان مجهولا لديه بنفس القضية الحكيمة الشاملة ، أم كان يعلم بتوافق أجلي المقدر والمحتوم فأقدم على ما أقدم.

ذلك ، وعلى أن الآجال محددة بإذن الله وعلمه ، ولكنه من ناحية أخرى لا يمنع من التحسر على بلوغ آجال الأجلاء الذين هم هداة الناس دون بديل عنهم.

وهنا من كلام لعلي أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو يلي غسل