رسول الله وتجهيزه :
«بأبي أنت وأمي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والأبناء وأخبار السماء ، خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك ، وعممت حتى صار الناس فيك سواء ، ولولا أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لأنفذن عليك ماء الشؤن ، ولكان الداء مماطلا ، والكمد محالفا وقلا لك ، ولكنه ما لا يملك رده ، ولا يستطاع دفعه ، بأبي أنت وأمي ، اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك» (الكلام ٢٢٦).
ذلك ، وأجال الرسل هي مقدرة مقررة لا تستقدم ولا تستأخر ، قضية الحكمة العالية الربانية في الحفاظ على وحيه الرسالي لإتمامه في أيامه ، ولا سيما خاتم المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد «كتب آجالكم ، وأنزل عليكم الكتاب تبيانا لكل شيء ، وعمر فيكم نبيه أزمانا حتى أكمل له ولكم فيما أنزل من كتابه دينه الذي رضي لنفسه ، وأنهى إليكم على لسانه محابه من الأعمال ومكارهه ، ونواهيه وأوامره ، فألقى إليكم المعذرة ، واتخذ عليكم الحجة ، وقدم إليكم بالوعيد ، وأنذركم بين يدي عذاب شديد ...» (الخطبة ٨٥).
(يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٣٥).
ذلك ، حيث (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢ : ٣٩) ـ
(قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً (١) فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى. وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (٢٠ : ١٢٤) ففي هاتين «هدى» حيث تشملان آدم وهو أول الرسل ، وهنا «رسل» إذ ما أتى آدم نفسه رسول ، نصوص ثلاثة تتحدث عن مسرح الرسالات الربانية على مدار