الزمن الرسالي للمكلفين ، فالتمسك بآية «بني آدم» زعما أنهم ـ فقط ـ الأمة الإسلامية ، ف (إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) بشارة لرسالات بعد الرسالة الإسلامية؟ إنه تمسك هباء وخواء ـ بعيد عن بني آدم ـ اللهم إلّا أن تخرج بقية الأمم الرسالية عن بني آدم ومنهم هؤلاء المدعون استمرارية الرسالة لما بعد الرسالة الإسلامية.
كلّا! فإنه خطاب يعم كل بني آدم على مدار الزمن الرسالي دونما استثناء ، منذ آدم حتى خاتم النبيين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
ف (إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ ..) تأكيد لإتيان الرسل بصورة الشرطية ، تدليلا على أن (فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) بشارة ونذارة عامة تحلق على كل بني آدم المكلفين دونما استثناء.
وهنا (رُسُلٌ مِنْكُمْ) كما (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي ..) (٦ : ١٣٠) حيث تعني «منكم» المجانسة بين الرسل والمرسل إليهم ، لا انهم المنتخبون من قبلهم ، فهكذا أيضا «أولوا الأمر منكم» دون فارق.
ولأن «ما» تخفف عن تردد «إن» الشرطية ، ثم الشرطية غير متمحضة في واقع التردد ، بل هي تعلّق أمرا على آخر حاصلا أم سوف يحصل ، أم حصل قبل أو لن يحصل ، لذلك كله فلا تناحر بين «إن» الشرطية والتأكيد المستفاد من التأكيدية الثقيلة في «يأتين» ، ولأن القص هو تتبع الأثر ، وهو القص التأريخي بمعنى عرض النخبة اللامعة ، إذا ف (يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي) يعنى تتبع الآثار الربانية فطرية وعقلية وشرعية أماهيه من آفاقية وأنفسية ، وقص التاريخ الرسالي لأنه سلسلة موصولة مع الزمن الرسالي.
ذلك وقد «اصطفى سبحانه من ولده أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم ، وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم ، لما بدل أكثر خلقه عهد الله إليهم ، فجهلوا حقه ، واتخذوا الأنداد معه ، واجتالتهم الشياطين عن