وقد أصفق الفريقان انه علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) (١)(أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) المستحقين النار ، لا المعفو عنهم المستحقون الجنة ، والظالمون هنا هم (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ).
فعبارة «الظالمين» هنا قاصدة للعموم الموصوف بالثلاث الآتية مهما كانوا من المسلمين.
وترى كيف المؤذن هناك علي (عليه السّلام) والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوقه محتدا وصلوحا؟ علّه لأن له (صلى الله عليه وآله وسلم) المقام الأوّل وهو فوق الأذان ، فلثانية بأذنه عن إذن الله أن يكون هو المؤذن ، وكما كان مؤذن هذه الرسالة القدسية على هامشه (صلى الله عليه وآله وسلم) وكما في خطبة له (عليه السّلام): أنا المؤذن في
__________________
(١) في ملحقات أحقاق الحق ٣ : ٣٩٢ ـ ٣٩٤ ـ أورده من حفاظ القوم ونقلة آثارهم عدة ونحن نشير إلى من وقفنا عليه ، فمنهم ابن مردويه في المناقب كما في كشف الغمة (٩٥) روى عن أبي جعفر (عليه السّلام) في (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ) قال : هو علي (عليه السّلام) ومثله الترمذي في مناقب مرتضوي (٦٠) عنه ، والآلوسي في روح المعاني ٨ : ١٠٧ عن ابن عباس مثله والشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (١٠١) روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بسنده عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي (عليه السّلام) قال : أنا ذلك المؤذن ، وروى الحاكم بسنده عن أبي صالح عن ابن عباس انه قال علي (عليه السّلام) : في كتاب الله اسماء لا يعرفها الناس ، منها (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ) يقول : «أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ» الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي.
وروى في المناقب عن جابر الجعفي عن الباقر (عليه السّلام) قال : خطب أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالكوفة عند انصرافه من النهروان وبلغه أن معاوية بن أبي سفيان يسبه ويقتل أصحابه فقام خطيبا ـ إلى أن قال ـ : وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة قال الله عزّ وجلّ : فأذن مؤذن بينهم ـ يقول ـ إلا لعنة الله على القوم الظالمين ـ أنا ذلك المؤذن ، وقال عزّ وجلّ : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) وأنا ذلك الآذان.
وروى عن محمد بن الفضيل عن أحمد بن عمر الحلال عن أبي الحسن موسى (عليه السّلام) قال : المؤذن أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) يؤذن أذانا يسمع الخلائق والدليل على ذلك (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : أنا ذلك الأذان.
وفيه (١٤ : ٣٣٥ ـ ٣٣٦) مستدركا عما ذكر ، ومنهم الحسكاني في شواهد التنزيل (١ : ٢٠٢) وابن حسنويه في درر بحر المناقب (٨٥).