٥ ثم (نادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً ..) في ذلك التأنيب العجيب ، ليست في ذلك الموقف الرهيب إلا من ممثلين لأمر الله ، المرسلين من قبل الله ، في ذلك الحوار الحاسم وفي تقرير المصير.
٦ وأخيرا (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) ولا نجد أمرا لأصحاب الجنة بدخول الجنة في القرآن كله إلا من قبل الله إذ (يا عِبادِ ... ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) (٤٣ : ٧٠) حيث يعني طليق الدخول في الجنة برزخا وفي الآخرة.
ثم ليس إلا من ملائكة الرحمة خطابا للصالحين إذ يتوفونهم : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١٦ : ٣٢) وهو خاص بجنة البرزخ ، ومن ثم ليس إلّا (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) (٣٩ : ٧٣) وقد تعني «خزنتها» ملائكة خصوصا ، أم هم رجال الأعراف ، أم وهما معا ، فمن ثم خطاب وسيط بين المرحلتين هو ثاني الخطابين في المحتد ، حيث يعني جنة الآخرة كما هنا :
(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) فمهما كان (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) الأخروية مشتركة بعد الله بين فريقي الخزنة ، ف (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) ميزة لرجال الأعراف بين كل أهل الجنة.
إذا فرجال الأعراف هم أعلى موقفا ومحتدا من ملائكة الله ، ومن كل أهل الحشر دونما استثناء.
هذه تعريفات بهم في مواقفهم على الأعراف ، ثم لا نجد ولا لمحة أنهم بحاجة إلى شفاعة أماهيه من مكفّرات ، إنما هم : (عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ ...) بهذه المواصفات الست ، المنقطعة النظير عن كل بشير ونذير ، اللهم إلا لأعرف العارفين بالله ، واعبد العابدين لله ، وأقرب المقربين إلى الله ، فهم الممثلون أمر الله في حوارهم هناك وفي تقرير المصير ، والسّلام على أصحاب الجنة وأمرهم بدخولها ، فهل هم ـ بعد ـ الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم؟ كلّا ثم كلّا.
ذلك ، ولكن جوابا عن سؤال : فأين ـ إذا ـ موقف (مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ