ثم اللوح هو صحيفة معدّة لأن يكتب فيها ، لائحة ظاهرة لمن يقرءها ، من لاح البرق إذا لمع ، إذا فألوح الألواح هنا هو لوح قلب موسى (عليه السّلام) له ولمن يقرء الرسالة التوراتية من قاله وحاله وأعماله ، ثم هو لوح التوراة حيث كتبه الله بيده ، ومن ثم ألواح صدور وقلوب المؤمنين بها ، وألواح قالاتهم وفعالاتهم ، فالكتابة هنا ـ إذا ـ تعم أصلها من الله ، وفصلها من أهل الله رسلا ومرسلا إليهم.
ذلك ، وأما ما هي نوعية الألواح المكتوب فيها التوراة؟ فقد أجمل عنها القرآن ، فلا علينا أن نعرف ماهية؟ بعد ما نعرف التوراة التي هي الأصل فيها ، وقد وردت فيها آثار مستغربة وأخرى مستقربة إلى التصديق (١).
ثم (دارَ الْفاسِقِينَ) الموعودة إراءته لهم قد تعني إلى دور الفسوق هنا (٢) والدار الدنيا لأهليها الفسقة وفي الأخرى ، تعني الأرض المقدسة التي كتب الله لهم ، وقد كانت دار الفاسقين من العمالقة المشركين.
__________________
ـ (عليه السّلام)؟ قال قلت : ما يقدمون على أولي العزم أحدا ، قال فقال أبو عبد الله (عليه السّلام) : إن الله تبارك وتعالى قال لموسى (عليه السّلام) : وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة .. ولم يقل : كل شيء ، وقال لعيسى (عليه السّلام) : ولأبين لكم بعض الذين تختلفون فيه ولم يقل : كل شيء وقال لصاحبكم أمير المؤمنين (عليه السّلام) : قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب وقال الله عزّ وجلّ : (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) وعلم الكتاب عنده.
(١) كما في الدر المنثور ٣ : ١٣٠ ـ أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة كان طول اللوح أثنى عشر ذراعا.
(٢) نور الثقلين ٢ : ٧٠ في تفسير العياشي عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال : كان مما قال هارون لأبي الحسن موسى (عليه السّلام) حين دخل عليه : ما هذه الدار؟ قال : هذه دار الفاسقين ، قال : وقرأ هذه الآية ، فقال له هارون : فدار من هي؟ قال : هي لشيعتنا قرة ولغيرهم فتنة قال : فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال : أخذت منهم عامرة ولا يأخذها إلّا معمورة.