بالكل ، وبأحسنها عند دوران الأمر ، ابتداء به ومصاحبة وتسببا ، وبأحسنها نسبيا.
والمحتملات الخمسة عشر كلها صالحة للعناية من «بأحسنها» أدبيا ومعنويا.
وإذا كان الأخذ بأحسنها فريضة توراتية ، فبأحرى الفريضة القرآنية ، يجب أخذها بأحسن أخذة وأحسن قوة وسائر الأحسن دون أي فتور. استقطابا وتكريسا لكافة الطاقات الحاضرة والمستحصلة لتحقيق حقيق بالقرآن بكل حقوله الدراسية والعقيدية والعملية والدعائية.
وأين هذا مما تعيشه الحوزات الإسلامية من رفض القرآن ، مهما خيّل إليها أنه أول الأدلة الشرعية ، ولكنك لا تجده وجدا صالحا في العلوم الحوزوية عن بكرتها!.
وهنا (سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) ـ وهي الجحيم بدركاتها ـ تهديد مديد بهؤلاء الذين لا يأخذونها بأحسنها ، تركا لأية أخذة بأية قوة ، أم أخذة بوخزة.
ومن المسائل المستفادة هنا أن الأمر هو برهان الفرض ، فإن تاركي هذه الأخذة التوراتية مهددون بدار الفاسقين ، الذين يفسقون عن أمر الله بلسان رسوله ، وأن الأمر بالأمر كما الأمر من أدلة الفرض.
(سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ)(١٤٦).
(سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ) كلها ، رسولية ورسالية ، تكوينية وتشريعية ، صرفا عن نقضها أو النقص منها ، وصرفا عن الإيمان بها قضية استكبارهم في الأرض بغير الحق.
فهنا صرف عن آيات الله حفاظا عليها من دوائر المتكبرين ، وصرف