من لا يرجع إلى الله بحسنة ولا سيئة ، والمتابعة بالابتلاء رحمة ربانية وقاية من النسيان المؤدي إلى الاغترار والبوار والطغيان.
ذلك ، وقد يصدّق المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن «الناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد» فقد يعنى من الغد آخر الزمن قبل ظهور المهدي (عج) و «بعد الغد» زمنه (عج) راجع تفسير آيات الأسرى.
وكل هذه البلايا المتواصلة ضدهم لأنهم عار وبوار على الإنسانية كلها ، لا فقط على المسلمين ، أم والمسيحيين فحسب ، حيث يرونهم أنفسهم فقط شعب الله المختار وأبناء الله الإخصاء ، وهم الإنسان فقط دون سائر الناس ، وإنما خلقوا بصورة الإنسان ليصلحوا حذاما لشعب الله.
لذلك فهم يظلمون النسل الإنساني غير الإسرائيلي ويفسدونهم كما يستطيعون ، ومن بالغ تزمّتهم وتمسكهم بقوميتهم أن ليست لهم أية دعاية لجذب سائر الناس إلى شرعتهم اختصاصا لهم بذلك الإختيار ، واجتثاثا له عمن سواهم من غير الشعب المختار!.
إذا فليست لهم إيجابيات الدعوة الإسرائيلية لغيرهم ، بل هم سلبيات تنحو منحى إفساد كل الشعوب عن بكرتها ، عن عقيدتها وفكرتها واقتصادياتها وسياساتها وعن كل الميزات لإنسانيتها ، ولكي تصدق تحيّلتهم العمياء والحمقاء أنهم إنما خلقوا بصورة الناس ، وليسوا من الناس!.
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(١٦٩).
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ) أولاء المتخلفين الأنكاد البعاد (خَلْفٌ وَرِثُوا