وأما العلم فيتشعب منه الغنى وإن كان فقيرا ، والجود وإن كان بخيلا ، والمهابة وإن كان هيّنا ، والسلامة وإن كان سقيما ، والقرب وإن كان قصيا ، والحياء وإن كان صلفا ، والرفقة وإن كان وضيعا ، والشرف وإن كان رذلا ، والحكمة ، والحظوة ، فهذا ما يتشعب للعاقل لعلمه فطوبى لمن عقل وعلم ـ
وأما الرشد فيتشعب منه السداد ، والهدى ، والبر ، والتقوى ، والمنالة ، والقصد ، والإقتصاد ، والثواب ، والكرم ، والمعرفة بدين الله ، فهذا ما أصاب العاقل بالرشد ، فطوبى لمن أقام به على منهاج الطريق ـ
وأما العفاف فيتشعب منه : الرضا ، والاستطانة ، والحظ ، والراحة ، والتفقد ، والخشوع ، والتذكر ، والتفكر ، والجود ، والسخاء ، فهذا ما يتشعب للعاقل بعفافة رضيّ بالله بقسمه ، وأما الصيانة فيتشعب منها : الصلاح ، والتواضع ، والإنابة ، والفهم ، والأدب ، والإحسان ، والتحبب ، والخير ، واجتناب الشر ، فهذا ما أصاب العاقل بالصيانة ، فطوبى لمن أكرمه مولاه بالصيانة ـ
وأما الحياء فيتشعب منه : اللين ، والرأفة ، والمراقبة لله في السر والعلانية ، والسلامة ، واجتناب الشر ، والبشاشة ، والسماحة ، والظفر ، وحسن الثناء على المرء في الناس ، فهذا ما أصاب العاقل بالحياء ، فطوبى لمن قبل نصيحة الله وخاف فضيحته ـ
وأما الرزانة فيتشعب منها : اللطف ، وأداء الأمانة ، وترك الخيانة ، وصدق اللسان ، وتحصين الفرج ، واستصلاح المال ، والاستعداد للعدو ، والنهي عن المنكر ، وترك السفه ، فهذا ما أصاب العاقل بالرزانة فطوبى لمن توقّر ولمن لم تكن له خفة ولا جاهلية وعفا وصفح.
وأما المداومة على الخير فيتشعب منه : ترك الفواحش ، والبعد من الطيش ، والتحرّج ، واليقين ، وحب النجاة ، وطاعة الرحمن ، وتعظيم البرهان ، واجتناب الشيطان ، والإجابة للعدل ، وقول الحق ، فهذا ما أصاب العاقل بمداومة الخير ، فطوبى لمن ذكر أمامه ، وذكر قيامه ، واعتبر بالفناء ـ