قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٠ ]

12/300
*

الشاملة : (١) وكما آية الراجفة تقرر رجفتين وهما صيغة أخرى عن الزلزلتين : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ. تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) (٧٩ : ٧).

رجفة الإحياء الرادفة لرجفة الإماتة ، ثم لا رجفة قبلهما تعتبر زلزالا هي من أشراط الساعة ، وفي هذه الزلزلة الهائلة رجفان في القلوب من خوف ، وزلات الأقدام من روعة الموقف.

(يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) ٢.

(يَوْمَ تَرَوْنَها) : زلزلة الساعة ، ورؤيتها هي لمسها بواقعها ، وقضية الجمع في «ترونها» هي جمعية تلك الرؤية لأهل الجمع كلهم.

والذهول هو الذهاب والانصراف عن شيء بدهشة ، و (كُلُّ مُرْضِعَةٍ) دون «مرضع» علها للاشارة إلى حالة الإرضاع ، فتاءها ـ إذا ـ للمبالغة فقد تكون مرضعا في غير حالته ، فذهولها ـ إذا ـ ليس لمذهل لأنها في غير حالته ، وأما ذهولها حالة الإرضاع (عَمَّا أَرْضَعَتْ) ، من رضيع ورضعة ، فقد يكون أقوى من ذهولها عن نفسها ، حيث المرضعة يهمها ما أرضعت اكثر من نفسها ، فهي إذا خالية عن نفسها ، خاوية عن كل ما يهمها ، من هول الموقف المزلزل كلّ شيء.

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي ٢٣ : ٢ روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث الصور إنه قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات نفخة الفزع ونفخة الصعقة ونفخة القيام لرب العالمين ، وان عند نفخة الفزع يسير الجبال وترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة وتكون الأرض كالسفينة تضربها الأمواج او كالقنديل المعلق ترجرجه الرياح».