فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (٢١ : ١٠٥).
ثم وإقام الصلاة حقها له مراتب ودرجات حسب الامكانيات ، فإقامها كما تنهى عن الفحشاء والمنكر لفاعلها ومجتمعه الذي يعيشه هي القمة المعنية منها ، وإيتاء الزكاة كما تكفي لمصلحة الدولة الاسلامية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث يحلقان على كل معروف متروك وكل منكر مفعول ، هذه المرحلة من تلك الفرائض القمة تقتضي الامكانية القمة بتمكين مكين في الأرض كلها ، ثم وما دونها لما دونها ، وكما ان هذه الثلاث مفروضة كذلك المحاولة للتمكن من تطبيقها حسب المستطاع مفروضة ، وكما الله ينصر من ينصره في الدفاع عن حوزته ، كذلك ينصره ـ وباحرى ـ في خلق جوّ فيه يتمكنون من ذلك الدفاع والتطبيق لشرعته (وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) ـ (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) دون المتخاذلين البطالين والتنابلة المهملين.
اجل ـ انه النصر القائم على أسبابه ومقتضياته ، المشروط بتكاليفه وأعباءه ، والأمر بعد ذلك لله (وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ).
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ ٤٢ وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ٤٣ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) ٤٤.
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) بسرد من نظائرهم من المكذبين السبعة كالسبعة من أبواب الجحيم المفتّحة طول التاريخ الرسالي على المرسلين ، ذلك تسلية لخاطر الرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهؤلاء هم أشد المكذبين للمرسلين إلا ان طبيعة الرسالة الإلهية في هذه الأدنى ان تجتاز هذه المعاريض ، وهي سليمة لا تزداد الا تشعشعا وتلألؤا فلست أنت بدعا من