ورسوله ، وإخبات القلوب ليس إلا إلى الرب : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) (١١ : ٢٣) (فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) (٢٢ : ٣٤).
هذه قضية العلم والايمان في كتلة العلم الايمان ، ان ما يلقي الشيطان لا يزيدهم الا نورا :
(وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) ٥٥.
هؤلاء في مزيد الإيمان وإخبات القلوب ، وأولاء (فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) : الحق ـ أيا كان ، فإنهم في شقاق بينهم وبين الحق أينما حلّ (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً) وهي ساعة الموت (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) وهو ساعة القيامة الكبرى ، والآخرون هم الذين تقوم الساعة في حياتهم الدنيا ، والأولون في حياتهم البرزخية ، فهذه الكتلة الكافرة لا يزالون في مرية منه حتى تأتيهم قيامتهم الصغرى أو الكبرى ، وهم في هذه الساعات أحياء لم تفدهم حياة التكليف إيمانا إلا مرية.
ف (الَّذِينَ كَفَرُوا) هنا هم عامة كفار التاريخ الذين (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) في حياة التكليف (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً) بمباغتة الموت حيث لا ينفع الايمان (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) وهو اليوم الآخر.
فتفسير الساعة بالقيامة تفسير عقيم ، إذ لا تبقى المرية حتى القيامة لمن مات قبلها (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)! حيث تكشف الحقائق فلا تبقى أية مرية الا زالت مهما لم ينفع الايمان لمن لم يؤمن من ذي قبل.
فانما الساعة هي ساعة انقضاء التكليف بقيامة صغرى هي الموت ، ام كبرى هي الكبرى ، وقد يعني «عقيم» انه لا ينفع فيه عمل ولا ايمان ، ولا