(٥٨ : ١١).
ذلك هو العلم الذي يزيد في الايمان ويحقّق الإخبات إلى الرب و «انه» ما يتمناه الرسل وهي مادة الرسالة أصلا وتطبيقا وخيرها أخراها وهي الرسالة الاخيرة. (أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) لا سواه ، وان ما يلقي الشيطان هو الباطل (فَيُؤْمِنُوا بِهِ) بالحق «فتخبت له لله «قلوبهم» حيث يصبحون لهم رفاقا في أمنياتهم دون فراق ولا شقاق ، متسابقين إلى مزيد الايمان في ميدان السباق (وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)!
وهنا في محتملات المراجع لضمير الغائب «انه ـ به ـ له» وجوه عدة ، فقد يرجع الاول إلى ما يتمناه الرسل (أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا) بالحق «فتخبت له» : الحق الرب «قلوبهم» ام إلى خير ما يتمنونه وهو الوحي الأخير «القرآن» ماثلا فيه الحق كله ، ممثلا لكل أمنيات الرسالات (فَيُؤْمِنُوا بِهِ) : القرآن (فَتُخْبِتَ لَهُ) القرآن ـ او ـ منزّله «قلوبهم» ، (وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) قد يقوّم كون المرجع هو الصراط المستقيم ، فانه أمنية الرسل كلهم ، ف «انه الحق» نفس الصراط المستقيم ، (فَيُؤْمِنُوا بِهِ) بالصراط ، ام ـ وباحرى ـ صاحب الصراط وهو الله (فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) او ان نسخ ما يلقي الشيطان او جعل ما يلقي الشيطان فتنة (أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ).
اجل انه ليس للشيطان إلقاء الا بإذن الله تخييرا دون تسيير امتحانا للمكلفين (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ).
كما وان نسخه بعد سماح الإلقاء (أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) إلقاء (لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ..) وإلقاء ونسخ (لِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ..).
ولان قرآن محمد ومحمد القرآن هما الصراط المستقيم القمة ، تعريفا بالله ومعرفة بالله وتجسيدا لشرعة الله ، فالحق من ربك هو القرآن