«له» ملكا وملكا ، قدرة وعلما ، إيجادا واعداما ، خلقا وتدبيرا (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) صيغة رائجة عن الكون كله ، وهما يشملان ما بينهما وما عليهما (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ) لا سواه «الغني» دون فقر «الحميد» بكل مدح ودون اي ذم وقدح ، فطبيعة الغنى لمن سوى الله هي الطغيان (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) وهي في الحق أفقر من كل فقر ، فغناه تعالى كسائر صفاته رحمة كلها.
فالغني قد يكون ذميما حيث يطغى ، ام لا ذميم ولا حميد وهو الذي يتاجر بغناه ، فإذا أنفق يرجو منه عائدة مادية ام روحية ، ام هو حميد إذ لا ينتفع بما ينفق وهكذا الله دون من سواه ، فانه «الغني» المطلق «الحميد» المطلق ، دون حاجة في غناه ولا لؤم.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) ٦٥.
«الم تر» يا رسول الهدى ، أم أي راء كان ، رؤية العلم والاحساس (أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ) من جماد ونبات وحيوان ، مما يرى وما لا يرى ، ما على ظاهر الأرض سطحا او جوا ، برا او بحرا ، ام في باطنها ، تسخيرا بعلم موحى ام مستفاد ، وبقدرة موحاة ام مستفادة ، لولا تسخيره لما تسخرت لنا الأرض بما فيها
فلولا التناسق بين طينة الإنسان وطينة الأرض لما استطاع الحياة عليها فضلا عن ان يستفيد منها ، ولو اختلفت كثافة الأرض بجوها عن كثافته وما يحتاجه من جو لما استقرت قدماه عليها كما لا تستقر في كرة اخرى مثل القمر.
فهناك آلافات الموافقات بين الأرض وإنسانها سخرت بها الأرض له ،