من يمّ وذرة من طمّ.
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) ٧١.
العبادة وسواها من الأمور المشابهة لها بحاجة إلى برهان قاطع لا مرد له ، من سلطان الوحي القاطع ام سلطان العلم أيا كان ، فطريا او عقليا او علميا او حسيا.
«و» هؤلاء المجاهيل (يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) يثبت السماح فيها (وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) أيا كان حيث العلم حجة وقمتّه سلطان الوحي ، فنحن نعلم فطريا وعقليا وعلميا ان المعبود الحق هو الله لا سواه ، وقد نزل به سلطان الوحي تقويما وتبيينا وتفصيلا لما علمناه من سواه ، إذا فعبادة غير الله بحاجة إلى علم وسلطان يسامي ذلك العلم والسلطان ، وهما قائمان على بطلانها انحصارا في الله وانحسارا عما سوى الله ان (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ).
والباء في «به» لمجرد التعدية ، فان «ينزل» معدى إلى مفعول واحد هو «سلطانا» وذلك السلطان يعم الوحي ، والسلطة الربوبية لمن سواه ، فالمعبودون من دون الله يفقدون كل علم وسلطان تستصلحهم لان يعبدوا فعبادتهم ـ إذا ـ من دون الله ظلم ما أظلمه (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) ـ (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) في أية نشأة من النشآت وأي مسرح من المسارح إذ لا يملكون على ما يفتعلون اي برهان عاذر.
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ٧٢.