بعد ولما ينزل عليه القرآن الا بعد اثنتي عشر سنة ، فما كان يعلم من القرآن شيئا : (ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ) (١١ : ٤٩) (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) (٢٩ : ٤٨) (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) (٤٢ : ٥٢)!
فهل نزلت على علي (عليه السلام) هذه الآيات ، أم القرآن كله بسائر كتابات السماء ، قبل ان ينزل القرآن على رسول القرآن ، فأصبح ـ إذا ـ رسولا قبل الرسول ، ام علمها دون وحي حيادا عن رسالته ، ولم يكن الرسول يعلمها دون وحي ، إذا فهو اعلم من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)!
ومما لا ريب فيه أن عليا علم ما علم بتعليم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف علم ما قرأه قبل تعليمه بوحي أم دون وحي! إذا فهذه الروايات اليتيمات لطيمات من إسرائيليات وكنسيات ووثنيات ، والهدف من اختلاقها القضاء على سيادة القرآن وكرامته ، والجهلة البسطاء من الشيعة المتطرفين يتقبلونها زعما انها ترفع من كرامة الإمام ، غفلة او تغافلا عن انها من واجهة اخرى تمس من كرامة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
لا نقول ان الصبا تمنع عن نزول الوحي فان يحيى (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) والمسيح قال في مهده : (إِنِّي عَبْدُ اللهِ ..) فليس من المستحيل ذاتيا ان يقرء الامام علي حين ولادته هذه الآيات ام القرآن كله ، ام كتب السماء كلها.
__________________
ـ والأوصياء ثم عاد إلى حال طفوليته ، وهكذا احد عشر اماما من نسله فلم تحزنون وماذا عليكم من قول اهل الشك والشرك بالله ...