ذلك! مع العلم ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه لم ينبأ
__________________
ـ في أخيك وابن عمك ما يحزننا وانا نستأذنك في الرد عليهم فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) وما عساهم يقولون في اخي وابن عمي علي بن أبي طالب؟ فقالوا يقولون : اي فضل لعلي في سبقه إلى الإسلام ، وانما أدركه الإسلام طفلا ونحو هذا القول ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذا يحزنكم؟ قال : اي والله فقال : بالله اسألكم. هل علمتم من الكتب السالفة ان ابراهيم هرب به أبوه من الملك الطاغي فوضعت به امه بين أثلال بشاطئ نهر يتدفق يقال له حزر ان من غروب الشمس إلى اقبال الليل فلما وضعته واستقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من شهادة ان لا اله الا الله ثم أخذ ثوبا واتشح به وامه تراه فذعرت منه ذعرا شديدا ثم هرول بين يديها مادا عينيه إلى السماء فكان منه ما قال الله عز وجل : وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السماوات والأرض ـ ثم نقل قصة موسى وعيسى فقال ـ : وقد علمتم جميعا ان الله عز وجل خلقني وعليا من نور واحد ـ الى قوله ـ ولقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي ويقول : هذا أوان ظهور نبوتك وإعلان وحيك وكشف رسالتك إذ أيدتك بأخيك ووزيرك وصنوك وخليفتك ومن شددت به ازرك وأعلنت به ذكرك فقم اليه واستقبله بيدك اليمنى فانه من اصحاب اليمين وشيعته الغر المحجلون فقمت مبادرا فوجدت فاطمة بنت اسد ام علي وقد جاء لها المخاض وهي بين النساء والقوابل حولها فقال حبيبي جبرئيل يا محمد نسجف بينها وبينك سجفا فإذا وضعت بعلي تتلقاه ففعلت ما أمرت به ثم قال لي امدد يدك يا محمد فمددت يدي اليمنى نحو أمه فإذا انا بعلي على يدي واضعا يده اليمنى في اذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالخفية ويشهد بوحدانية الله عز وجل وبرسالاتي ثم انثنى الي وقال : السلام عليك يا رسول الله ، ثم قال لي يا رسول الله أقرء؟ قلت : اقرأ ، فوالذي نفس محمد بيده لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله عز وجل على آدم فقام بها ابنه شيث فتلاها من أول حرف فيها إلى آخر حرف فيها حتى لو حضرت شيث لأقر انه احفظ له منه ثم تلا صحف نوح ثم صحف ابراهيم ثم قرأ توراة موسى حتى لو حضر موسى أقر له بانه احفظ لها منه ثم قرأ زبور داود حتى لو حضر داود لأقر بانه احفظ لها منه ثم قرأ إنجيل عيسى حتى لو حضر عيسى لأقر بانه احفظ لها منه ثم قرء القرآن الذي أنزله الله علي من اوله إلى آخره فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة من غير ان اسمع منه آية ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب الأنبياء ـ