هذه الدانية الفانية كان الخلق عبثا باطلا (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٣٨ : ٢٧).
(وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى) في المعاد كما يحيي هنا ، فلو لا الإحياء الآتي لكان الإحياء الآن باطلا ، (وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سواء فيه شيء الإحياء الاول وسواه ، ام اي شيء صالح للخلق والإحياء أيا كان وأيان.
فكما الحكمة في القدرة الطليقة تقتضي الإحياء في الخلق الاول ، كذلك وبأحرى في الثاني (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (٣٠ : ٢٧) (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٥٠ : ١٥).
(وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها) قضية الحق في الخلق والخلق الحق ، ساعة يحاسب فيها اهل التقوى والطغوى (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) (٢٠ : ١٥) وإتيان الساعة هو قضية السنة الحقة المستمرة ، ان لكل عملية ساعة تظهر فيها كما هيه ، ساعة غير مجازية ولا مجازفة.
(وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) وهم الأموات حيث البعث حقهم العادل برحمة الرحيم الرحمان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟
فحين تثبت امكانية الإحياء مرة الاخرى بكرور الإحياءات في حياتنا الدنيا ، وان الخلق حق دون اي باطل ، فلولا البعث لكان الخلق باطلا ولعبا حين لا يقتص للمظلوم من الظالم ، ولا تظهر حقائق حقائق المساعي لكل ساع.
وهذه الإمكانية باولويتها الذاتية ، هي ضرورية التحقق بدليل ان الله هو الحق فخلقه حقّ ، وان كتابات الوحي مخبرة بتلك الضرورة ، وحتى لولاها لكان دليل العقل بالعدل فيه الكفاية لإثباتها.