الآخرة والاولى ، ام قطعا لتلك المسافة الممدودة بسبب حتى يرقى مادّه إلى السماء ليقطع ، ثم هو بذلك الكيد يذهب ما يغيظ ، حيث أغاظته النصرة الإلهية سلبا او إيجابا ، قطا لسلبها حتى توجب ام لا يجابها حتى تسلب.
وهناك في الآية محاور ثلاثة : ظن فمد وغيظ ، والظن كما يلوح هو الظن السوء بالله بإحالة نصرته في الدنيا والآخرة ، والمدّ كوسيلة مقترحة تعجيزية تثبيتا لتلك الإحالة ، وإذهابا لذلك الغيظ.
فهنا احتمالان اثنان في مرجع الضمير الغائب ل (لَنْ يَنْصُرَهُ) انه «من» المذكورة قبله نصا ، ام هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وجوّ الآية يناسبهما كليهما.
فالذي (يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ .. وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ .. يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ) انه يبلغ به انقلابه على وجهه لحدّ الظن ان ناصره غير الله ف (لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) وكما اختلج في بعض الخواطر الضعيفة كأن الله لا ينصر المؤمن لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وذلك حينما اصابته فتنة فانقلب على وجهه آيسا في الضر من عون الله ، فاقدا كل نافذة مضيئة ، وكل نسمة رخيّة بهيّة من روح الله ، فيستبد به الضيق والضنك ويستطيره إلى إياس مطلق عن رحمة الله ، فيؤمر حينئذ تعجيزا (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ) مسافة بينه وبينها كيدا لإيجاب النصرة له ، فيزول بذلك غيظه (هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) به ومنه من عدم النصر؟!
وليعرف هؤلاء الأغفال ان ليست النصرة الإلهية الا بيد الله ، وهو ناصر من نصره وتارك من تركه.
ثم المشركون الذين كانوا يظنون ان الله لا ينصر محمدا في الدنيا والآخرة في مسرح الجو المكي ، حيث كان في أضيق الضيق ، قياسا لغائب الآخرة إلى حاضر دنياه في مكة ، وسنادا إلى ان من آمن ابتلي ، إذا فهناك ضابطة لهم ـ هابطة ـ (أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي