الجاني في نفس الحرم فيقام عليه الحد في نفس الحرم «لأنه لم يدع للحرم حرمة» (١).
وعلى اية حال فكل الظلم فيه الحاد (٢) بل وارادته ايضا من الإلحاد فيه.
وترى ما هو موقف «بظلم» بعد «بإلحاد» وكل الحاد ظلم؟ عل الباء في «بإلحاد» للملابسة ، تعني ملابس الإلحاد فيما يريد ، وفي «بظلم» للسبية ، تعني إلحادا ظالما ، عله هنا بحق الناس حيث (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) وكما بحق الله وأدناه الظلم بالنفس ، ام انهما حالان ل «يرد» والمفعول محذوف ليتناول كل متناولاته ، انحرافا بظلم.
ام ان «بظلم» بدل عن «بإلحاد» تعني ارادة ملابسة بظلم أيا كان ، فانه الحاد ، اكبارا لاي ظلم يراد فيه انه الحاد ، وان كان ظلما بالنفس فضلا عن سواها ، ام انها كلها معنية مهما تفاضلت.
وكل ذلك لسيادة منقطعة النظير في ذلك الموقف العظيم ، فانه قبلة الإسلام ومطاف المسلمين ، فليقدّس عن كل الحاد وكل ظلم وكل ما لا يرضاه الله تعالى ، منطلقا لكافة الأبعاد الإسلامية السامية (٣).
فكما ان المسجد الحرام هو اقدس مكان في الكون كله ، فليكن كل
__________________
(١) تفصيل البحث راجع إلى تفسير آية «وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» فراجع.
(٢) كما رواه أصحابنا مستفيضا كصحيحة ابن أبي عمير عن الصادق (عليه السلام) ان كل ظلم فيه الحاد ، ومثلها غيرها.
(٣) جامع أحاديث الشيعة ١٠ : ٩٣ في الرضوي (عليه السلام) فمن هم لمعصية (اي في مكة) ولم يعملها كتب عليه سيئة لقوله تعالى : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب السعير» وليس ذلك في بلد غيره.