اصطناع حول البيت ، ولا سيما في ذلك المجرف الدائري ، الجراف القوي القوي ، الذي لا يسمح بذلك الطواف باختيار ، فضلا عن الهندسة المصطنعة للمحتاطين ، تحويلا لليسار إلى جدار البيت في زاوية الحجر ، فانها حالة مضحكة مبكية ، شاقة محرجة وأحيانا غير ممكنة للطائف.
لا نص هنا ولا اشارة لان يجعل جدار البيت في زاوية الحجر على اليسار ، فاصل جعل البيت على اليسار ايضا لا دليل له لفظيا إلا عمل المعصومين ، وحتى لو كان هنا لك نص على وجوب هذه الهندسة الملتوية ، لكان ساقطا عند الضرورة التي يعيشها الطائفون في الحج ، كيف ولا نص هنا او هناك إلا (لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) وكانوا يطوفون على اليسار.
ولان المسألة هي من أهم ما تعم به البلوى ، فلو كانت تلك الهندسة المحرجة شرطا في الطواف لكانت النصوص عليها متواترة ، وليس هنا لك نص ولا إشارة!.
(.. بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).
مواصفة البيت بالعتيق لم تأت الا هنا و (لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (٢٤ : ٣٣)
وعلّ العتيق هو القديم زمانا ومكانا ، وهو الطليق عن أسر الملكة والسلطة الخاصة لغير الله ، فلم يملك ولن يملك لأيّ كان وايّان ، وقد يجمعهما : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) (٣ : ٩٦) فهو اوّل زمانا ومكانا وقد مكّت الأرض من تحته وبكّت منذ حرّكت ، وهو للناس كل الناس دون اختصاص ودون أية ملكة فانه بيت الله (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ)(١).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٩٤ في الكافي بسند متصل عن أبي حمزة الثمالي قال قلت لأبي ـ