ولا رجاحة مطلقا ، فإنما المتطلبات على اختلافها تقتضي وتتقاضى أمر الفرض أحيانا وندبه أخرى ، أم لا هذا ولا ذاك.
وهل الإعراض عن سنة النكاح في إربه الراجح محرم؟ مهما لم يحرم تركه دون إعراض؟ الظاهر نعم لأنه إعراض عما أمر به الله وعمل به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يروى عنه «النكاح من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني (١).
__________________
(١) في الوسائل ١٤ : ٣ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم غدا في القيامة حتى ان السقط يجيء محبنطأ على باب الجنة فيقال له : ادخل الجنة فيقول : لا حتى يدخل ابواي قبلي ، وفيه ٦ ح ١ قال ابو عبد الله (عليه السلام) ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب ، وعنه (عليه السلام) قال (صلى الله عليه وآله وسلم) رذال موتاكم العزّاب ، و ٨ : ح ٩ علي بن الحسين المرتضى في رسالة المحكم والمتشابه نقلا عن تفسير النعماني عن علي (عليه السلام) قال : ان جماعة من الصحابة كانوا حرموا على أنفسهم النساء والإفطار بالنهار والنوم بالليل فأخبرت ام سلمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخرج الى أصحابه فقال : أترغبون عن النساء؟! إني آتي النساء وآكل بالنهار وأنام بالليل فمن رغب عن سنتي فليس مني وأنزل الله : (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ، فقالوا : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انا قد حلفنا على ذلك فانزل الله (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ... ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ ...).
وفي صحيح البخاري باب الترغيب في النكاح ، عن انس بن مالك يقول : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت ازواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يسألون عن عبادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما أخبروا كأنهم تقالّوها فقالوا : وأين نحن من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم : أما أنا فأنا اصلي الليل ابدا وقال آخر : انا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج ابدا فجاء إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ اما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر واصلي وارقد وأتزوج ـ