فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(٦٤)
مثلث من الأحكام والآداب الجماعية ، داخل البيت وبيوت الأهلين وبيت الرسالة القدسية ، آداب دائبة تأخذ بها الكتلة المؤمنة وتنتظم بها علاقاتها ، في الحياة البيتية الصغيرة ، ومجالاتها الجماعية الكبيرة في حدّ شاسع مع قائد الأمة ورائدها على حدّ سواء في أصولها مهما اختلفت الدرجات ، فللبيت شانه ولسائر البيوت شئونها ولبيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شانه كقيادة عليا :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(٥٨).
هنا في آية سالفة نهي الذين آمنوا عن دخول بيوت غير بيوتهم إلّا باستيناس وسلام ، وهنا يؤمرون باستئذان غيرهم من (الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ) حيث الأمر أيا كان لا يوجّه ـ فيما يوجه ـ رأسا إلى الذين لم يبلغوا الحلم ، فليؤمر البالغون أن يأمروهم ، ولكن الذين ملكت أيمانهم ـ وهم أعم من البالغين وسواهم ـ يقتسم أمرهم بين أمرهم إن كانوا بالغين ، والأمر بأمرهم إن لم يكونوا بالغين ، فكيف أمروا بأمرهم على سواء؟
علّهم لأن البالغين منهم كغير البالغين من غيرهم ، هم بحاجة