إلى أمر الأولياء حتى يأتمروا بأمر الله ، فكما غير البالغ منا لا يبلغه أمر الله فيؤثر ، إلا بوسيط الولاية ، كذلك الذين ملكت أيمانهم ، إضافة إلى أن من بالغيهم كافرين لا يحملون أمر القرآن دون وسيط.
ومن ثم لأن الحفاظ على العورات واجب الطرفين ، فعلى صاحب العورة الرقابة عليها تسترا ، كما على الواردين رقابة عليها استئذانا ، فليؤمر الأولياء بالأمر على أية حال ، وكما أمروا للذين بلغوا الحكم «وإذا بلغ الأطفال منكم الحكم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ...»!
تنزل الآية بمناسبات عدة حصلت لرجل من المهاجرين وآخر من الأنصار امّن ذا حفاظا على العورات ، إذ كان الذين ملكت ايمانهم والذين لم يبلغوا الحلم يدخلون في الأوقات كلها بلا استئذان ، لمكان حلّ النظر لآية (لا يُبْدِينَ ... أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ ... أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) وكانت المفاجئة في رؤية العورة لأوقات تكشّفها الخاصة مما تزعج المؤمنين ، فأمروا أن يأمروهم بالاستئذان في أوقات ثلاث هي في الأكثر عورات ثلاث ، كيلا تقع أنظارهم على عوراتهم ، وهذا أدب يغفله أو يتغافله الكثيرون في حياتهم المنزلية ، مستهينين بآثاره النفسية والعصبية والخلقية ، وي كأن الخدم لا تمتد أعينهم إلى عورات السادة! وإن مدّت فلا هوادة! أو أن الصغار لا ينتبهون لهذه المناظر ، وعلم النفس اليوم أثبت ، وشرعة الإسلام قبل اليوم أثبتت : أن بعض المشاهد المثيرة المغيرة في الطفولة تؤثر في الحياة كلها ، وقد يصابون عنها بأمراض نفسية يصعب علاجها ، أو اندفاعات جنسية قد تعمل فيهم في حالة الطفولة انحرافات جنسية تظل دائبة إلى ردح من عمر البلوغ قلّ أو كثر!
ولكي يبقى البيت طاهرا ، ويبقى الأطفال والمماليك بسلامة الأعصاب والمشاعر والصدور والقلوب ، ونظافة التصورات والتصرفات ، لذلك تنزل