إذا فهي بالنسبة لهم قسوة (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ ...).
وكما قطع يد السارق رحمة لكتلة الإيمان وطمأنينة ، حيث تقطع عنهم أيدي التطاول ، وتلك هي الرحمة السارية في كافة الحدود الإلهية للمجموعة ، مهما كانت زحمة للمتخلفين كحالة شخصية حاضرة ، ولكنها لهم ايضا رحمة ، إذ يتأدبون فلا يعيدون ، ثم في الآخرة لا يعذبون ، ولا تحصل رحمة إلّا بزحمة. (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)!.
(الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)(٣).
تشديد ثان على فاحشة الزنا بعد الحد ، حيث يقرن كل منهما بمثله في النكاح كما في السفاح ، كما يقرن بالمشرك والمشركة كسياج صارم على هذه العملية النكراء!.
إن الزانين والزانيات على ضروب شتى تختلف فيها أحكام النكاح حظرا وفرضا وبين ذلك عوان ، منهم الدائبون في الزنا دون توبة وقد شهروا بالفاحشة ، ولا يمنعهم النكاح عنها ، وهم القدر المعلوم ممن تعنيهم الآية ، وكما وردت فيهم مستفيض الرواية (١) ولكنما الآية أشمل من شأن نزولها.
__________________
(١) لقد كانت الزانيات الشهيرات بالزنا صاحبات الرايات في مكة والمدينة نساء مثل ام مهزول مملوكة سائب ابن أبي سائب المخزومي وام غليظ لصفوان بن امية وهبة القبطية لعاص بن وائل ومزنة لوالك بن عملية بن الساق وحلالة لسهيل بن عمر ام سويد لعمرو بن عثمان المخزومي وشريفة لدمعة بن الأسود وفرشة لهشام بن أبي ربيعة وقريبا لهلال بن انس وكانت تسمى بيوتهن خرابات.
وفي الدر المنثور ٥ : ١٦ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال لما قدم المهاجرون المدينة قدموها وهم بجهد إلا قليل منهم والمدينة غالية السعر شديدة الجهد وفي السوق زوان ـ